حوارات وتقارير

ادخلوا المنتخب في نفق مظلم الي متى يتواصل فساد قادة الاتحاد ومتى تتحرك الوزارة للقيام بمهامها؟

فساد قادة الاتحاد هل يهدد حلم السودانيين بتحليق الصقور في نهائيات كأس العالم؟!

تقرير – ابووائل
اقترب اوان تحقيق حلم الشعب السوداني بتحليق صقور الجديان في كاس العالم 2026 بأمريكا بعد ان صار علي مرمي حجر من تحقيق ذلك لكن قادة الاتحاد السوداني لكرة القدم يستكثرون علي تلك الجماهير ان تفرح ويعملون علي منع اللاعبين من تحقيق الإنجاز الذي لم يسبقهم عليه احد ليكتب التاريخ بأنهم فقط من قادوا السودان للظهور في أهم واكبر محفل رياضي في العالم ..
حملت صفحة الزميل المتميز مصطفى عيدروس تصريحات للغاني ابياه المدير الفني لصقور الجديان أكد من خلالها عدم حضوره لقيادة اعداد الصقور بالطائف السعودية وعدم الإشراف علي موقعتي السنغال وجنوب السودان بسبب مشاكل مالية مع الاتحاد نتيجة عدم تسلمه لمرتباته الشهرية لقرابة العام وهو الخبر الذي زلزل الأرض تحت قادة الاتحاد وجعل الاحباط يتسرب الي دواخل الملائين من جموع الشعب السوداني .. سوداسبورت ناقشت هذا الملف من جوانب عدة وخرجت بالحصيلة التالية:
»الغاني علامة فارقة في مسيرة المنتخب

اولا لابد من التأكيد علي ان التعاقد مع المدرب الغاني كواسي ابياه كان مكسبا كبيرا لصقور الجديان من واقع تجارب وخبرات الغاني الي جانب مهنيته التي كشفت عنها مواجهة صقور الجديان للمنتخب الغاني وعدم انحياز المدرب لمنتخب بلاده بعد ان انتصر للمهنية ورمي بالعاطفة بعيدا وهو ما جعله يكبر في نظر الجماهير السودانية المحبة للمنتخب وقد وضع ابياه بصمته بقوة وهو يقود الصقور لتحلق في نهائيات الشأن في انجاز يحسب له كما أن قيادته للمنتخب ليتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم واقترابه من تحقيق حلم الشعب السوداني بتحليق الصقور في نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخها جعل منه بطل يستحق الاحتفاء به.
»ابياه وجزاء سنمار

ما قام به المهندس الإيطالي سنمار بتشييده قصرا لم يسبق لمهندس بناء قصر مثله كان يستوجب علي الملك النعمان بن المنذر ان يكافئه بمنحه ما يطلب من نعيم الدنيا وقد احسن سنمار صنعا بوضع كافة خبراته في تلك التحفة المعمارية التي كانت شاهقة مما زاد من جمالها لكن نفس الملك النعمان أبت الا وان يرمي بسنمار من اعلي القصر ليلقي حتفه وذلك حتي لا يبني قصرا اخر يضاهي قصر النعمان ليكافأ سنمار بالاساءة علي الإحسان الذي فعله تجاه الملك النعمان وما حدث للمدرب الغاني كواسي ابياه من قادة اتحاد الكرة هو ذات ما حدث لسنمار وبدلا من ان يحصل الغاني علي حوافز كبيرة نتيجة ما صنعت يداه وتقديم الهدايا القيمة له من باب مقابلة ما فعله بأحسن منه اذا بقادة الاتحاد يحرمونه من راتبه الشهري لقرابة العام رغم تلك النتائج المتميزة التي أسعدت وافرحت الشعب السوداني بأسره واستغلوا أخلاقه التي تنم عن انه صاحب مبادئ لا يحيد عنه ليكون صمته عن حرمانه من رواتبه الشهرية مدخلا لظلمه ومعاقبته بهذه الطريقة التي اغضبت جماهير السودان قبل أن تغضب الغاني وتجعله يتخذ موقفه الذي أعلن عنه عبر صفحة الزميل المتميز مصطفى عيدروس سيما وان الوعود السرابية لقادة الاتحاد لم يتحقق منها شئ طوال عام ينتظر فيه الغاني صباح كل يوم ان يفوا بوعودهم لكن دون فائدة.
»أزمة في توقيت قاتل

ما كشف عنه الغاني كواسي ابياه للزميل مصطفى عيدروس يؤكد بوضوح عمق الازمة التي تسبب فيها قادة الاتحاد في هذا التوقيت ويتحمل نتائجها الكارثية الثنائي معتصم جعفر واسامة عطا المنان الي جانب المحامي مجدي شمس الدين فالأول هو من بيده القلم وكان يجب أن يكون علي قدر المسؤلية والا فإن الاستقالة هي الخيار الوحيد طالما فشل في ان يقوم بمهامه علي اكمل وجه والثاني بصفته رئيسا للجنة المنتخبات الي جانب انه النائب الأول لرئيس الاتحاد وبالتالي فإن مهام رئاسة تلك اللجنة ليست التصريحات والسفر مع الصقور فحسب وانما من اولي أولوياته حل كافة المشاكل التي تعترض اي فرد من أفراد البعثة سواء كانوا لاعبين او اعضاء جهاز فني او حتي عاملين لكن انشغاله بقضايا تصفية الحسابات مع خصومه ممن يري فيهم خطرا علي منافسته بصناديق الانتخابات جعله لا يعبأ بأمر حرمان من يحقق نتائج الصقور من رواتبه الشهرية وكأنما قد تعاقدوا معه بالمجان فمن غير ابياه جعل معتصم وعطا المنان يصرحون لوسائل الإعلام عن النتائج المتميزة للصقور؟ وهل كان باستطاعتهم مواجهة الجماهير لو قدر للصقور ان تودع الشأن مبكرا ولم تكن علي مقربة من بلوغ نهائيات كأس العالم؟

»فساد داخل المؤسسة الرياضية

حادثة رفض ابياه الإشراف علي تحضيرات المنتخب ورفضه قيادة الصقور أمام السنغال وجنوب السودان يشير بوضوح لحجم الفساد داخل مؤسسة الاتحاد إذ أن صمت قادته تجاه تقصيرهم في حق من يصنع الفرح يعد جريمة يجب أن يحاسبوا عليها لأنهم بذلك التصرف يتسببون في وأد حلم الشعب السوداني الذي لن يقبل ان ينهار ما بناه الغاني في لحظة بسبب الفساد داخل هذه المؤسسة التي لا يقتصر فسادها علي الجانب المالي إذ أن قادتها مارسوا فسادا اداريا يتمثل في ممارسة تصفية الحسابات مع خصومهم بتوقيع العقوبات عليهم لاقصائهم من المشهد الرياضي وما تلك العقوبات التي طالت بعض منسوبي النهضة الا دليلا علي ذلك وقد دللت قرارات كأس التي انصفت السلطان برقو ومن معه علي حجم الفساد الاداري الذي امعن قادة الفساد في الاصرار عليه برفضهم تنفيذ قرارات كاس كما أن مخالفتهم للنظام الاساسى للاتحاد بتصعيدهم لسبعة اندية من التأهيلي للممتاز دونما سند قانوني يدلل علي فسادهم الذي تصدت له عدد من أندية الممتاز وهي تشكوهم لكأس كما أن فساد القادة لم يتوقف عند هذا الحد حيث تبقي الازمة الإدارية بالمريخ شاهدا علي تلاعبهم بالقوانين بمساندتهم لمجموعات غير شرعية وتحديهم لمحكمة التحكيم الرياضية برفض تنفيذ قراراتها النهائية دون أن يخشوا ان يطالهم عقاب الجهات المسؤولة عن الرياضة في السودان.
»من أمن العقاب اساء الادب

الشاهد ان قادة الاتحاد ظلوا يرتكبون كافة تلك المخالفات دون أن يتصدي لهم احد مستغلين استغلالية المؤسسات الرياضية ورفض الفيفا التدخل في شئونها رغم ان من واجب الجهات المسؤولة عن الاتحاد هو متابعة اعماله ومساءلته ان حاد عن الطريق القويم ومراجعة حساباته سنويا درءا لشبهة الفساد وبسبب عدم وجود من يقوم بهذا الدور في ظل ضعف وزيرة الشباب والرياضة هزار استغل قادة الاتحاد ذلك في ممارسة الفوضي بكافة اشكالها في إدارة شئون الاتحاد الذي يعتبرونه بمثابة ضيعة خاصة بهم .
»مجلس السيادة .. خطوات تنظيم

الشاهد ان مجلس السيادة ممثلا في رئيسه سعادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ظل يقوم بدوره الوطني تجاه المنتخب وقد ظل البرهان حضورا في كثير من المناسبات الخاصة باتحاد الكرة كتعبير عن دعمه لدوره تجاه المنتخب كما ظل يقدم الدعم المادي في مرات عديدة الي جانب تخصيصه لطائرة خاصة لنقل بعثة الصقور في كثير من المرات ورغم ذلك يسعي قادة الاتحاد لاقحام مجلس السيادة في هذه الازمة وما حديث الغاني ابياه عن ان اخر مرة وعدوه فيها بتسليمه رواتبه كانت حينما التقي برئيس مجلس السيادة وكأنما قد اوحوا له ان الفريق البرهان هو من سيقوم بسداد هذه المتأخرات مستغلين دعمه المتواصل للمنتخب وهو امر يجب علي الامين العام لمجلس السيادة التوقف عنده والتحري حول ما قدم من دعم درءا للشكوك حتي لا تمس المؤسسة السيادية بسبب الدعم اللا محدود من مجلس السيادة والحرص علي الا تذهب تلك الجهود سدي بفشل الصقور في التواجد بنهائيات كأس العالم اضافة لذلك فإن التحقق من تلك الحادثة بحرمان المدرب من مرتباته الشهرية يبقي مطلوبا حتي لا يتبخر حلم السودانيين في رؤية منتخبهم بكأس العالم 2026.
»معتصم داير يكحلها عماها

انتظرت الجماهير السودانية خروج رئيس الاتحاد لنفي ما جاء علي لسان الغاني كواسي ابياه والتأكيد علي ان الاتحاد سلمه مستحقاته كاملة الا ان الطامة الكبري تمثلت في تأكيدات معتصم لما ذكره ابياه وان الغاني لم يتسلم مستحقاته حينما ساق مبررات فطيرة وهو يرجع اسباب عدم تسلم المدرب لمستحقاته لمشاكل فنية في التحويلات المالية الي غانا وانه سيعمل علي حلها خلال ساعات وكأنما أراد الصيدلاني افتراض الغباء في الجماهير السودانية باقناعها انه فشل طوال عام في تحويل مستحقات الغاني وانه قادر علي حل المعضلة خلال ساعات وهو امر ان حدث فإنه يمثل إدانة له ولاتحاده باعتباره لم يتحرك الا حينما سلط الإعلام الضوء علي هذا الفساد الذي لا يمكن إخفاءه.
»عينو في الفيل يطعن ظلو
من عجب ان تصريحات رئيس الاتحاد تركت مناقشة الازمة والفضيحة المتمثلة في عدم تسليم الغاني رواتبه الشهرية لقرابة العام والتركيز علي ما قام به الإعلام من دور بانتقاده إثارة الامر في هذا التوقيت وهنا لابد من ازجاء التحية للزميل مصطفى عيدروس وهو يطرق علي هذه القضية في الوقت المناسب حتي يتم معالجتها لان معرفته بتفاصيلها وصمته كان سيدفع ثمنه السودان وشعبه الصامد.
»الاعتراف بالذنب فضيلة
ختاما فإن الأمل لا يزال موجودا لتحلق صقور الجديان في نهائيات كأس العالم لكن ذلك لا يتحقق الا بالاعتراف بالذنب والخطأ حتي يكون مدخلا لاصلاحات يقوم بها قادة الفساد والا فإن الحلم سيتبخر لتسقط الصقور دون بلوغ هدفها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page