فريد عدلان ل “سودا سبورت” إختيار تونس للمعسكر أمر إيجابي ومثالي
نهج إدارة الازرق يثير إعجابي ومميزات فلوران واضحة للعيان اتوقع تألق القاطرة أمام الأهلي وهذا (...) الثاني سيرجح كفة الازرق في المباراة

حوار: سفيان عمر
يعتبر المحلل الرياضي الشاب والمعروف في السوشيال ميديا بقراءته التحليلية المميزة ونظرته الثاقبة للإمور الفنية أحد اميز صناع المحتوى الرياضي الصاعدين وبقوه “سودا سبورت” تمكن من إستنطاق فريد للحديث حول الشأن الهلالي قبيل مباراته الإفريقية المهمة ضد الاهلي المصري حيث تحدث عن إيجابيات معسكر الأزرق بتونس وتطرق لملف الاحلال والإبدال بجانب الحديث عن نقاط القوة التي يمنكها ترجيح كفة الهلال في المعركة القادمة وأيضا التحذير من نقاط قوة المنافس وطريقة التعامل معها فإليكم حديث فريد عدلان عبر “سودا سبورت”:
خطوة الهلال بإقامة معسكر تحضيري قصير في تونس قبل لقاء الأهلي ؟؟
خطوة المعسكر هي إستمرار لسلسلة القرارات الإيجابية من قبل مجلس إدارة الهلال – نظام المعسكرات هو عملية إخراج العناصر و وضعها في ظروف معينة يتحكم فيها الجهاز الفني بمختلف تخصصاته – وهي الخروج عن روزنامة الدوري الموريتاني التنافسي – في موريتانيا مواجهة الهلال يتخذها نجوم موريتانيا كمعبر لتحقيق الأحلام بالخروج للأضواء الأفريقية – وهي خطوة تجعل من كل خصم يقدم كل لديه في مباريات الهلال – تتحول المباراة لتنافسية – وهو ما أستفاد منه الهلال سابقاً – فقرار الدوري الموريتاني بالأساس هو جولة تحضيرية بجرع تنافسية شبه رسمية إستعداد للهدف الحقيقي دوري الأبطال – بإعتبار أن الهلال إذا حصد اللقب الموريتاني لن يتوج باللقب وهذا يعني تلقائياً تحول الدوري من تنافسي إلى تحضيري – وقد كان ذلك شرف كبير قدمته لنا الحبيبة موريتانيا – بجعلنا داخل المارثون التنافسي وهو الذي مكن الهلال وساعده في التأهل لربع النهائي كأول فريق .
أعجبني أكثر إختيار تونس – تونس في مسار الهلال بإعتبار ممثلها “الترجي” الذي سيصطدم “بصنداونز” وهو المسار الأصعب و أتوقع أن يكون البطل هو الذي يصرع الجميع في هذا المسار المتحدم – ناهيك عن تشابه الأجواء بين تونس ومصر – وضرورة فترة معايشة ولو قصيرة على العشب الطبيعي الذي يفتقده الهلال مع كثافة الملاعب الصناعية ببلاد الشناقيط – والأهم بلا شك التجارب الودية – مع أندية الدهاء الكروي في أفريقيا – مدارس شمال أفريقيا .
قراءة حول ميركاتو الهلال الشتوي وهل فلوران قدر يغطي الخانات اللي بتنقص الفريق ؟؟
بخصوص ميركاتو الهلال فإن “مصفوفة” العليقي وفلوران تبدو واضحة المعالم والمرامي ولكن للإعلام رأي أخر – هذه المصفوفة تبدأ بتجديد فكرة الوقوف عند القيمة التسويقية التي ينطلق منها كل شيء والتي لا تتجاوز “2” مليون دولار في حين أن أقل منافسيك يمتلكون قيمة تسويقية تفوق ال “10” مليون دولار وأكبرهم “35” مليون دولار “صنداونز والأهلي” – وفكرة “البناء” الذي يأخذ وقتاً طويلاً ثُبتت من خلاله القائمة الفنية كهجة تنطلق منها الرؤى والمعايير – فتحول الهلال خلال عامان إلى فريق يحوي أسماء صف اول بالسودان ومواهب أفريقية مطلوبة بأندية صف اول في أفريقيا وأندية اروبية – نتج عن ذلك الوصول لمصاف الثمانية الكبار – وهو المكان الذي غاب عنه الهلال لعقد من الزمان – فكانت النتائج تصاعدية و إيجابية مع هذه المصفوفة التي ستصل بالهلال إلى هدفه مع الصبر والدعم .
غير أن الهلال واجه مشاريع ضخمة – فالمواهب تفكر فعلياً باروبا و اروبا تفكر بمنجم أفريقيا الذي يغذي العالم – غير أن الأسماء صف اول لديها وفرة في الخيارات بعروض من نفس الفرق التي تنافسك وتتفوق عليك بالظروف المثالية ولا ننسى التفوق في القيمة التسويقية الذي يصنع الفارق وهذه للأسف حقيقة تتوقف عنها “الأماني” الواهية – يصعب قولها ويصعب تقبلها .
لذلك انا معجب بطريقة عمل المجلس – وقد كتبت كثيراً عن فلسفة الهلال في التسجيلات التي لا يكون فيها “التسجيل لمجرد التسجيل” ولمجرد الشو الإعلامي – إنما تسجيل يخدم الهلال كقيمة فنية وكقيمة تسويقية فيما بعد – غير إسلوب الإعارات الذي يحمل عن الفريق الكثير وفي نفس الوقت يخدم الفريق في وضع مواهبه في تجارب تساعد في الصقل والتطور .
إن ما نشاهده من فوضى إعلامية كان بسبب لقاء رئيس القافلة الهلالية السوباط الذي قدم وجبة دسمة للإعلاميين من خلال لقاء كان بمثابة “ونسة” مع الصحفي “خالد عزالدين” بأمريكا .
كيف يتعامل فلوران مع الأهلي في ملعبه وأمام جمهوره خصوصًا انها ليست المباراة الأولى لفلوران أمام الأهلي وتحديدا في القاهرة؟؟
قبل الحديث عن مباراة الأهلي في ملعبه وأمام جماهيره – يجب إعادة تعريف نهج فلوران العام – خصوصاً – الجميع يطالب فلوران بتثبيت تشكيل يخوض به تحديات المراحل المتقدمة وهو فكر لا بأس به – لكن لشيء أساسي وهو “تنوع العناصر” لا يمكن ذلك – كما أن كلمة سر تفوق فلوران هي “المداورة” و “الحرية بالملعب” خصوصاً في المنظومة الهجومية – مع صرامة تبدو واضحة في “المنظومة الدفاعية” ويبدو ذلك أكثر وضوح برؤية الرسومات السابقة ككل – مع عملية مستمرة من “المداورة” بين العناصر – وهي ميزة لا يمتلكها أي فريق في “أفريقيا” حالياً – فلوران بهذه النهج الذي يحوي إستراتيجيات مختلفة – تكتيكياً النظام العام والفكرة لا تخفى سوى على حديث معرفة بالأنظمة أو جاهل بالأنظمة من الأساس .
هذه هي نقطة قوة الهلال الأن أمام الأهلي المصري او أي فريق – حيث لا يوجد أي شيء يمكن أن تبني عليه نهجك المضاد – غير أن فلوران ميزته الأكبر في إعتقادي هي قراءة مجريات اللعب بين الشوطين والتبديلات الصحيحة التي ترجح النتيجة لصالح الهلال وهي دعوة لكل شخص أن يعود إلى المباريات السابقة وكيف تفوق الهلال وخصوصاً في “مجموعات دوري الأبطال” في الجولة الأولى – مع الإنتباه إلى ظروف بقية مباريات الجولة الثانية .
بنفس غلاف هذه الأفكار بدون الدخول إلى التفاصيل التي لا نريد إيضاحها لعدة إعتبارات مهمة – يمكن أن ينجح فلوران في التعامل مع الأهلي المصري .
نقول نجوم تتوقع أن تكون لهم كلمتهم من جانب الهلال في هذه المباراة؟؟
بخصوص نجم أتوقع تألقه هو القاطرة إيمي تيندينغ وللأسف هو مصاب ربما ومشاركته محل شكك لكن كلي أمل في وصوله لجاهزية تمكنه من خوض اهم مباريات الموسم – ايمي هو اللاعب الوحيد القادر على الإختراق مع حمل الكرة التقدمي لكسر الخطوط بمهارة وسرعة غير طبيعية وقد شاهدنا ذلك أمام المولودية وكيف أنه من هجمة واحدة ذهب بالهلال لربع النهائي بقيادة الهجمة من بداية الملعب وإيصالها ببراعة جان كلود الذي بدوره حسم الأمور لصالح الموج الأزرق – لدينا عبدالرؤوف – الرجل الذي يقوم بنفس الأدوار ولكن بطريقة مختلفة وهي “الوقوف على الكرة” ومن ثم وضع أي لاعب متجه نحو المرمى في مواجهة مباشرة مع “حارس المرمى” .
هما اللذان سيرجحان المباراة هجومياً إذا توافرت الجاهزية المطلوبة – في المنظومة الدفاعية لا يمكن تجاوز إسم فوفانا في إغلاق المناطق الخلفية مع خيار تطوير الهجمات بسلاسة أسطورية .
مصادر خطورة يجب على فلوران الحذر منها وإغلاقها من جانب الأهلي؟؟
لكي تتفوق على الأهلي يجب أن تفكر في منع الأهلي من محاولة اللعب التموضعي الذي يعتمد فيه على البناء من الخلف مستفيداً من قدرة عناصره الكبيرة في عملية التحولات بين الخطوط وعملية التحولات بين المربعات مع المرونة الكبيرة في عملية تبادل المراكز خصوصاً الهجومية – الأوراق التكتيكية تصبح بدون قيمة عند مكافحتها ب “إغلاق زوايا التمرير” مع “تشفير مفاتيح اللعب” يكون ذلك من خلال ذكاء في التموضع مع قدرة هائلة على قراءة اللعب وخيار الضغط العالي الذي يمكن أن يكون سلاح ذو حدين تنفد من خلاله الطاقة – في إعتقادي تقسيم المباراة على مراحل أفضل من محاولة مجاراة الخصم بدنياً – المهمة ستبدأ بالغربال في خط المقدمة – مستفيد من خبرته وسرعته وقوته البدنية ومحاولة خلق زعزعة في الخطوط الأولية مع الإستفادة من الأخطاء وترجمتها بإعتبار الأهلي لن يتنازل عن إسلوبه بالرغم عن تعدد الطرق والإستراتيجيات لديه – لكن سيحاول في أرضه فرض نهجه على الهلال وهذا سيفيد الهلال في الإستفادة من الأخطاء الواردة .