ليلة فنية توعوية: الجابري حضور طاغٍ واليونيسيف ترفع الوعي بالكوليرا

كوستي: إشراقة وداعة
في ليلة منيرة اكتمل فيها البدر ضياءً وتوهجًا، نظم اتحاد المهن الموسيقية كوستي ليلة خاصة لتكريم الفنان الراحل أحمد الجابري، برعاية كريمة من اليونيسيف وإدارة تعزيز الصحة. لم تكن الليلة مجرد احتفاء بالموسيقى، بل حملت في طياتها رسالة صحية بالغة الأهمية حول الوقاية من مرض الكوليرا، الذي انتشر بشكل مقلق في مدينة كوستي.
استهلت الليلة بفقرة توعوية شاملة حول الكوليرا، قدمها منسق تعزيز الصحة خير الله، الذي أبدع في تقديم المعلومات وشرح طرق التعامل مع المرضى والإجراءات الوقائية، مع توزيع جوائز نقدية وأدوات تعقيم للجمهور، ما ساهم في تعزيز الوعي الصحي.
كما قدمت بروفيسور تيسير محي الدين والأستاذة دولة شرحًا وافيًا عن اللقاحات ودور وزارة الصحة، بينما تحدثت الأستاذة أثيلات حسن، ممثلة اليونيسيف، عن الجهود المبذولة في مكافحة الوباء، مشددة على أهمية نشر الوعي والالتزام بالإرشادات الصحية.
بعد الفقرات التوعوية، عاد صوت الجابري ليملأ المكان شجنًا وطربًا، من خلال أداء مميز للفنانين محمد جلال سيد الاسم ويوسف عثمان، اللذين أعادا للحضور ذكريات جميلة عن الوطن والنيل والأهل. كما أبدع كل من باروني وجبارة في تقديم أغنيات الجابري، التي سكنت قلوب الحاضرين وأحيت الشوق والحنين للوطن.
اختُتمت الليلة بتكريم الفنان عادل حسن (تيلو) من قبل اتحاد المهن الموسيقية، بحضور شخصيات بارزة مثل الأستاذ حيدر عبدالرحيم مدير قطاع الثقافة والإعلام، والأستاذ ياسر بيتر مدير زين، والأستاذ الجعلي، إلى جانب أثيلات حسن ودولة من إدارة تعزيز الصحة. وجاءت اللحظة الأجمل مع أداء “تيلو” لأغنية “من طرف الحبيب جات أغرب رسائل”، التي وصلت إلى القلوب بحب وشغف وجمال لا يُضاهى.
لم تكن الليلة مجرد احتفال بالموسيقى، بل جسّدت قدرة المجتمع على التوعية والتكاتف لمواجهة التحديات الصحية، حيث أثبت الحضور الغفير أن الفن يمكن أن يكون وسيلة لنقل المعرفة وتعزيز الوعي الصحي. في كل أغنية ورسالة كانت هناك دعوة للحياة، للتفاؤل، وللوقاية من الكوليرا حتى نتغلب عليها معًا.