مقالات الرأي

كلية دلتا للعلوم والتكنولوجيا هلال في سماء التعليم العالي

بقلم : السماني البصري

حِفلت مسيرة التعليم العالي في السودان بمؤسسات راسخة وكان لها القِدح المُعلي في رفد الخدمة المدنيه بالكادر البشري المؤهل فكانوا يتميزون بكفاءة ومهنية عاليه ،غطت احتيجات البلاد و ساهمت بقدر اوفر في تنمية بلدان الخليج العربي وكانت الجامعات الحكوميه هي الوحيده في هذا المضمار ولما جاءت ثورة التعليم العالي في التسعينيات من القرن الماضي وفتحت المجال والأبواب واسعة اما الطلاب الناجحين والذين لم تكن الجامعات الحكوميه تكفي لاستيعابهم فُتح الباب للتعليم الخاص ْ فقامت كليات لتغطي تلك الحاجه المُلِحة والطلب المتزايد ،وكان من بينهم كلية دلتا للعلوم والتكنولوجيا فكانت حقا شامة في جبين التعليم العالي في السودان. نعم هي خاصة ولكنها خيريه بمعني الكلمه وإنما جاءت لتساعد الالاف من الطلبه و الطالبات لتأخذ بأيديهم الي آفاق المستقبل وساحات العمل والبناء. نقول ذلك ونشهد بخيريتها حيث أن الطالب يدخل كلية الطب برسوم رمزيه وقد تكون الادني علي مستوي العالم بالرُغم من كُلفة المباني والمعامل والقاعات وهيئة التدريس. وأما من حيث كفاءة ومستوي الطلاب فإن إدارة الكليه قد عمدت من اول مرة علي اشتراط قبول طلاب متفوقون في الشهادة السودانيه وذلك بخطاب موجه لمكتب القَبول بتحديد نسبة الدخول لكلية الطب بنسبة قبول اكثر من ٨٠% وعلي ذلك قس بقية الكليات الاخري، ولعَمري هذه معادلة صعبة وتحدي كبير قد وضعته إدارة الكليه مابين رسوم اقل وطلاب متفوقون وبيئة جامعيه متميزه وأًحسَبُ أن إلادارة قد اجتازت التحدي الكبير وعبرت بالكلية الي مصافٍ وآفاق أرحب، متنقلة من نجاحِ الي نجاح ومن تقدُم الي اخر، ولعل التحدي الأكبر والخطير الذي تزلزلت له كل أقدام السودان كان إذ بان الحرب اللعينه والتي قضت علي كل مظاهر الحياة في سوداننا الحبيب وشردت الأسر وطالت مؤسسات التعليم العالي وليس كلية دلتا بِدعا من ذلك التخريب والدمار ، فكان قرار إدارة الكلية بأن نقلت الكليه بإجمعها الي مدينة مروري بالولايه الشماليه وذلك منذ اسابيع الحرب الاولي حيث واصل الطلاب مسيرتهم العلميه دون أن يفقدوا سمسترا واحدا ،وبهذا الصنيع تكون إدارة الكلية قد واصلت العمليه التعليميه متفوقة علي كل مؤسسات التعليم العالي ،حكومي وخاص وفي ظروف بالغةالتعقيد . ويجدر بنا ان نذكر ان قرار السيد معالي وزير التعليم العالي الخاص بإغلاق مراكز الجامعات بالخارج والذي لقي بعض التنديد من أساتذة الجامعات لم تتأثر به كلية دلتا لأنها قد وطنت المراكز بالداخل من اول وهله . وبقي لنا ان نشير ونثمن الجهد الخرافي والعمل الدؤوب الذي بذلته الاداره في إنشاء مجمعات جامعيه كامله من معامل وقاعات ومكتبات وقاعدة بيانات مزوده باقوي شبكات الانترنت لتكون رديفه لمبناها الأصل في امدرمان. كل ذلك كان من أجل خلق بيئة اكاديميه ميسره ومستقره لاجل الطلبة والطالبات ولإولياء امورهم ولإرساء مفهوم أن الدوله والمجتمع قادرون بحول الله وجهد أبنائه البرره، علي الا تُؤتي من أهم ركائزها وهو التعليم ،كل ذلك تم بفضل الله أولا وبجهد رجالِ خُلص نمسك عن ذكرهم الآن.
ولنا عودة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page