مقالات الرأي

#الزعل_ممنوع عبدالرحمن جبر غياب الحكواتي ..!!

(الحكواتي) المقصود هنا هو خالنا الإعلامي الشهير الأستاذ السر أحمد قدور مقدم برنامج (أغاني وأغاني) على الشاشة الزرقاء قناة النيل الأزرق، فالرجل موسوعة كبيرة وصندوق يحمل بداخله أسرار الحركة الفنية بالبلاد التي كان شاهد عصر على الكثير من تفاصيلها في شتى ضروبها الإبداعيه فالرجل شاعر وممثل وصحفي منحه الله القبول في كل هذه المجالات ونال حباً وتكريماً كبيراً من الشعب السوداني على هذا الإبداع الطويل الممتد لعشرات السنوات وما زال مستمراً وربنا يمد في أيامه، فهو الآن في قمة شبابه، بل أفضل من الشباب في حلاوة الروح وجمال الحديث وروعة المفردة والجاذبية، فالرجل يمثل آيقونة فنية والحديث عن شخصه يطول ويطول، لذلك أنا كثير الحرص على تسجيل زيارة له في منزله أو مكتبه بقاهرة المعز التي اختارها عاصمة لإقامته للجلوس اليه والاستمتاع بسرده المدهش وحكاياته العفوية عن مواقفة الشخصية وعن تاريخ الحركة الفنية في السودان لترتفع أصوات ضحكته الشهيرة ليعلم كل من بالقرب من مكتبة ومنزله أن السر قدور موجود بالداخل فابتسامته لوحدها وضحكاته كفيلة بصنع الابتسامة في وجوه الجميع، فمواقفنا وقفشلتنا مع الرجل كثيرة زرع عبرها السعادة بداخلنا، فكل من يختلف مع الرجل عن بعض المعومات المغلوطة في سرده _ وهذا شيء طبيعي ناتج من ضغوطات العمل _ لا يختلف معه بالطبع في طريقة سرده الجميلة ومن قبلها بالطبع قيمة الرجل الإبداعية الكبيرة.
فالرجل هو صانع النجاح الحقيقي لبرنامج (أغاني وأغاني) ولا أحد سواه أياً كان، ويتضح ذاك جليًا لكل متابع للبرنامج منذ انطلاقته الأولى قبل عشر سنوات أو يزيد، فالسر قدور هو سر نجاح البرنامج طوال هذه السنوات التي تناقل وتناوب خلالها الكثير من الفنانين أصحاب النجومية العالية أمثال الراحل نادر خضر ومحمود عبدالعزيز نجوم الأغنية الشبابية وغيرهما من الأصوات التي تدخل وتخرج من البرنامج كل عام عبر عملية الإحلال والإبدال التي تمارسها إدارة القناة بمعنى أن البرنامج لا يعتمد على نجومية فنان أياً كانت، بالإضافة الى محاولات إدارة القناة الضعيفة لتغيير شكل البرنامج من النواحي الفنية التي فشلت فيها كثيراً، لذلك يظل أستاذنا السر قدور هو علامة التميز الرئيسية والأولى في البرنامج حتى ولو اكتفى بإطلاق ضحكته المجلجلة والمدوية تلك فإنه يزرع الابتسامة في وجوه الناس فكما قلنا ونقول مجدداً (القبول من الله).
وكنا نقول من قبل بان البرنامج لو استمر بشكلة الحالي يفقد الكثير من ألقه وبريقه وبات يتراجع من عام لآخر وتتكرر حتى أغنياته، فالبرنامج في الأساس لا يمكن بالطبع أن تطال يد التغيير فكرته لأنه برنامج توثيقي في المقام الأول، ولكن لا يعني ذاك بالطبع أن تدخل فيه بعض الأفكار ذات النكهة الجمالية واللمسة الإبداعية، والأهم من كل ذلك خلق الانبهار البصري وتحسين الصورة وتجويدها بالتركيز على الجوانب الفنية الضعيفة فيه أكثر وأكثر وتصرف عليه القناة وتفرد له ميزانية عالية لتتحقق تلك اللوحة الجمالية فهو يمثل للقناة الدجاجة التي تبيض ذهباً وتعتمد عليه كليًا في رمضان مكن الناحية الإعلانية والتسويقية.
وجاءت الكارثه علي القناة هذا العام بغياب عمنا السر قدور عن البرنامج الذي يرتبط بشخصه في المقام الأول لظروفه الاسريه وأعتقد بأن الاصرار علي تقديم البرنامج رغم غيابه يدل علي عجز الأفكار بالقناة ويمثل انتحار واخر مسمار يدق علي نعش البرنامج الذي سوف نشيعه الي مثواه الأخير بعد شهر رمضان بعد رحيل عرابه السر قدور وهذا بالطبع ليس تقليلا من شان الزميل مصعب الصاوي بل تحسرنا علي كيف يقبل مصعب لنفسه تقديم برنامج مرتبط بشخص فلو (غلب الهوبا) لن يضيف له شيئا ولا حتي ضحكة من ضحكات السر قدور وحتي لو نجح فهو نجاح لن يحسب له ، والحمد لله ظروف الحرب التي تمر بها البلاد رحمة العباد من هذا البرنامج الهزيل وهي فرصه لادارة القناة ليفتح الله عليهم بفكرة برامجية جديدة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page